مع تطور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الوصول إلى المعلومات أسرع وأسهل من أي وقت مضى. ومع ذلك، أدى هذا التطور إلى زيادة كبيرة في انتشار الأخبار الزائفة والتضليل والاشاعات. الشباب والشابات من أكثر الفئات المستخدمة لهذه المنصات بانتظام، ويعتبرون الأكثر عرضة للتضليل. ففي كثير من الأحيان، يتناولون وينشرون المعلومات دون التأكد من صحتها ومن مصدرها، مما يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على المستوى الفردي والمجموعة.
ويلعب من ناحية أخرى الشباب والشابات الناشطون والناشطات في المجتمع المدني وفي وسائل الإعلام المحلية والجمعياتية دورًا هامًا في تعزيز نزاهة المعلومات وتشجيع الحوار العام المستنير، وذلك عبر إشراكهم في تدريبات حول التحقق من الأخبار والمعلومات وتزويدهم بأدوات مكافحة الأخبار الزائفة، تمكنهم بهذا المجال من ناحية ومن توعية مجتمعاتهم بأهمية التحقق الاخبار ومصدرها من ناحية ثانية، فبالتالي يكونوا قدوة في استهلاك المعلومات بشكل مسؤول ومساهمين في مكافحة الإشاعات والتضليل ضمن هذه الأوساط المجتمعية.
في هذا السياق وتحقيقًا لهذه الأهداف، تم تنظيم تدريب عبر الإنترنت حول التحقق من الحقائق موجة لشباب وشابات مشروع جريدتي في النوادي الثمانية، في 18-19 ماي و25-26 ماي 2024، بإشراف خبيرة في هذا المجال. كان هدف هذه المبادرة تزويد المشاركين والمشاركات بالمهارات اللازمة للتحقق من الأخبار والمعلومات والإشاعات والتضليل. بالإضافة إلى ذلك تمكين المنتفعين بمهارات تسمح لهم بتوعية محيطهم بأهمية التحقق من المعلومات ومصدرها قبل نشرها ضمن المجموعة، مما يجعلهم سفراء لنزاهة المعلومات في مجتمعاتهم.
عمل التدريب أيضاً على تعليم الشباب والشابات كيفية تحديد وتحليل مصادر المعلومات لتأكيد مصداقيتها، وتطوير قدراتهم في استخدام الأدوات والتقنيات اللازمة للتحقق من الأخبار، وفهم أهمية هذه العملية للحد من الإشاعات والتضليل وتعزيز الحوار العام النزيه والمسؤول.
كما تم التركيز على المفاهيم الرئيسية لفوضى المعلومات، بما في ذلك مفاهيم الإشاعات والمعلومات الخاطئة والتضليل، بالإضافة إلى تقنيات تحديد المصادر الموثوقة. اضافة الى التطرق إلى كيفية التحقق من الصور والفيديوهات والـ deepfakes، وذلك لتزويد المشاركين والمشاركات بمهارات عملية لاكتشاف المغالطات البصرية والصوتية.
مثل هذا التدريب عموما خطوة مهمة نحو تحسين جودة المحتوى الذي ينتجه الشباب والشبات، بالإضافة إلى تمكينهم بوسائل تقنية تسمح لهم من مواجهة تحديات الإشاعات والتضليل والاخبار المغالطة، مما من شأنه أن يساهم في بناء ثقة الجمهور في وسائل الإعلام المحلية، من خلال تعزيز ممارسات صحافة القرب المسؤولة والأخلاقية.